مشاركة مميزة

المنتدى الإقليمي السابع للاتحاد من .. "أجل المتوسط"

عقد المنتدى الإقليمي السابع للاتحاد من أجل المتوسط ​​في 24 نوفمبر 2022 في برشلونة بإسبانيا. جمع المنتدى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحا...

الأحد، 29 مايو 2022

هل ستجف " المياه " .. من على .. "كوكب الأرض"

 لا شكَّ أنّ المياه أكثر من مجرد ضرورة لاستدامة الحياة على كوكب الأرض عن طريق إرواء عطش البشر والحيوانات والنباتات، فهي لبنة الحياة وبدونها لتحول كوكبنا إلى أرض قاحلة غير صالحة للعيش.

في الوقت الذي تقدر فيه الأمم المتحدة نحو 3.6 مليار نسمة، أي حوالي نصف سكان كوكب الأرض يعيشون في مناطق قد تشح فيها المياه مدة شهر واحد على الأقل سنوياً نجد أنّ نحو 790 مليون شخص (11% من سكان العالم) لا يحصلون أي على إمدادات مياه مُحسنة.م

ما هي أهمية دورة الماء في الطبيعة؟ 
تغطي المياه حوالي 73% من سطح الأرض، إذ تنتقل المياه عبر الغلاف الجوي على شكل بخار ماء، ثمّ سُحب، وبعدها تهطل الأمطار، وتُعدّ دورة الماء من العمليات الطبيعية بالغة الأهمية؛ إذ إنّها تجعل الحياة ممكنةً على سطح الأرض بتوفيرها للماء، ويُشار إلى أنّ المياه تُعدّ من المصادر المتجددة التي تُعيد تدوير نفسها طبيعيًّا من خلال الأمطار وتساقط الثلوج، وإذا حصل خلل في دورة المياه الطبيعية فهذا يعني نفاذ المياه النظيفة، وبالتالي تهديد حياة الكائنات الحية.

تعرف دورة الماء في الطبيعة بأنها الحركة المستمرة للمياه على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي، وتتمثل بتبخر المياه من سطح المحيطات والأنهار، لتكون السحب المحملة ببخار الماء، ثم يتبعها هطول الأمطار التي تتوزع بنسب مختلفة على سطح الأرض، ويُشار إلى أنّ أهمية هذه الدورة تتمثل بتوفير المياه العذبة للكائنات الحية، وتنظيم أنماط الطقس المختلفة، وتنقية المياه لجعلها صالحة للاستهلاك، ويجدر الذكر أن دورة الماء في الطبيعة تتأثر بتغير المناخ، مما يؤدي إلى حدوث ظواهر طبيعية تؤثر سلبًا على الكائنات المختلفة وتهدّد حياتها، مثل: الأعاصير، والعواصف، الفيضانات.

لتطرح هذه الإحصاءات سؤالاً هاماً: هل ستجف المياه من على كوكب الأرض؟ وما هي الحلول، وكيف سيبدو العالم إذا جفت مياه المحيطات؟

الخطايا الخمس وراء أسباب نقص المياه

هناك العديد من الأسباب التي ستجعلنا نواجه أزمة مياه عالمية في المستقبل أسوأ من التي نعيشها حالياً، وفقاً لما، فإن من بين هذه الأسباب:

التغير المناخي

يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، مما يجعل المناطق الجغرافية الأكثر سخونة في العالم أكثر احتراقاً وتبخيراً للماء.

في الوقت نفسه تتحرك الغيوم بعيداً عن خط الاستواء باتجاه القطبين، بسبب ظاهرة مدفوعة بتغير المناخ تسمى "تمدد خلية هادلي"، الأمر الذي يحرم المناطق الاستوائية مثل إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وأمريكا الوسطى من مياه الأمطار.

ومن المفارقات أن تغير المناخ يؤدي أيضاً إلى زيادة هطول الأمطار في مناطق أخرى، والأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأنهار والجداول هم أكثر من سيتضرر، إذ يتعرض في الوقت الحالي ما لا يقل عن 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لخطر فيضانات الأنهار كل عام، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 54 مليون بحلول عام 2030.

جميع البلدان الأكثر تعرضاً لفيضانات الأنهار هي أقل البلدان نمواً أو البلدان النامية- مما يجعلها أكثر عرضة لتغير المناخ والكوارث الطبيعية.

الزيادة السكانية

المزيد من الناس + المزيد من المال = المزيد من الطلب على المياه، إنها معادلة بسيطة، فمع زيادة السكان وزيادة الدخل، يزداد الطلب على المياه.

ومن المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم، البالغ الآن 7.5 مليار نسمة 2.3 مليار شخص جديد بحلول عام 2050، فكيف يمكن للكوكب أن يشبع عطشهم؟

بدء نضوب المياه الجوفية

حوالي 30% من المياه العذبة على الأرض تتواجد في الطبقات الجوفية، ويستخرجها الناس يومياً من أجل الزراعة أو استخدامها في المجالات الأخرى، وغالباً ما يتم استخراج هذه المياه بدون ترشيد صحيح.

وتعتبر الهند من أكثر الدول المهددة بفقدان المياه الجوفية، إذ إنّ 54 من آبارها آخذة في التناقص وإذا استمر الاستهلاك بالشكل الذي هو عليه الآن فإن الهند ستعيش حالة حرجة في غضون 60 عاماً القادمة.

البنية التحتية السيئة

لا شكّ أنّ استخراج المياه الجوفية ليس كل شيء، فهناك أيضاً عملية نقل ومعالجة وتفريغ، وبما أنّ البنية التحتية لنقل المياه سيئة فإننا نفقد رقماً كبيراً خلال هذه الرحلة.

ففي الولايات المتحدة وحدها يتم فقدان 6 مليارات غالون من المياه المعالجة يومياً من الأنابيب المتسربة.

السعر الخاطئ للمياه

على الصعيد العالمي تعتبر أسعار المياه أقل من قيمتها الحقيقية بكثير، إذ إنّ سعرها لا يعكس التكلفة الإجمالية الحقيقية للخدمة من النقل عبر البنية التحتية إلى معالجتها والتخلص منها، وقد أدى ذلك إلى سوء تخصيص المياه، ونقص الاستثمارات في البنية التحتية وتقنيات المياه الجديدة التي تستخدم المياه بكفاءة أكبر.

فمثلاً لماذا تستثمر شركة أو حكومة في تقنيات توفير المياه باهظة الثمن عندما يكون الماء أرخص من التكنولوجيا المعنية؟

ولكن عندما يكون سعر الحصول على المياه النظيفة أقرب إلى تكلفة الخدمة الفعلية، سيتم تحفيز الناس استخدام المياه بكفاءة.

هل ستجف المياه من على كوكب الأرض؟

في أحدث تقاريره السنوية حول أكبر المخاطر العالمية، أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي استمرار "أزمات المياه" من بين أهم التهديدات التي تواجه العالم وسبقت قضايا أخرى مثل الهجمات الإرهابية وسلامة الغذاء والأزمات المالية.

فالماء مورد حيوي لمنازلنا وإنتاجنا الصناعي وإنتاج الغذاء والنظم البيئية، لكن استهلاك المياه في العالم يتزايد بشكل كبير، وفي كثير من الأماكن يمثل الحصول على كمية كافية من المياه تحدياً كبيراً، وفي حال استمرار الهدر الكبير في المياه الذي يحدث حالياً، فالجواب هو نعم يمكن للمياه أن تجف من كوب الأرض.

بعض المدن الرئيسية في العالم مثل كيب تاون في جنوب إفريقيا وتشيناي في الهند تحدثت عن "اليوم صفر" باعتباره اليوم الذي لن يهطل فيه المطر ولن يكون هناك أي ماء في الصنابير والسبب هو إفراغ طبقات المياه الجوفية في المستقبل المنظور إذا استمر الضخ الحالي غير المستدام للمياه. 

حلول التخلص من أزمة المياه

فيما يلي نظرة على الأشياء التي تؤدي إلى الحلول المطلوبة من أجل التخلص من أزمة المياه.

التثقيف لتغيير الاستهلاك وأنماط الحياة

يتطلب التعامل مع العصر القادم لندرة المياه إجراء إصلاحات شاملة لجميع أشكال الاستهلاك، من الاستخدام الفردي إلى سلاسل التوريد للشركات الكبرى، إضافة إلى تثقيف الناس بأهمية الحفاظ على الماء والأضرار التي سيخلفها التناقص.

إذ تواجه بعض المناطق مثل الهند وأستراليا وجنوب غرب الولايات المتحدة بالفعل أزمة المياه العذبة.

ابتكار تقنيات جديدة للحفاظ على المياه

في المناطق التي تجف فيها طبقات المياه الجوفية وتزداد صعوبة التنبؤ بمياه الأمطار، لذلك هناك حاجة إلى الابتكار.

إعادة تدوير مياه الصرف الصحي

دائماً ما يحث المشاركون في يوم المياه العالمي على تبني عقلية جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

إذ تحاول بعض البلدان، إعادة التدوير لخفض واردات المياه وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تحسين ممارسات الري والزراعة

في بعض الحالات، تؤدي ممارسات الري المفرطة إضعاف قدرة المزارعين على توفير الغذاء والألياف لعالم متنامٍ، ولا ننسى أنّ نحو 70% من المياه العذبة في العالم يستخدم للزراعة، لذلك يمكن أن يساعد تحسين الري في سد فجوات العرض والطلب.

السعر المناسب

دائماً ما يشكك المستهلكون في فائدة الأسعار المياه، لكن وفقاً لخبراء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن رفع الأسعار سيساعد في تقليل النفايات والتلوث.

تطوير وتنفيذ سياسات ولوائح أفضل

مع تعقيد ندرة المياه للأمن الغذائي والتلوث، تحتاج حكومات الدول حول العالم إلى إعادة تحديد دورها من أجل ضمان المزيد من الحماية للمياه.

تحسين البنية التحتية

لا شكّ أنّ ضعف البنية التحتية يؤدي إلى تدمير الصحة والاقتصاد، كما أنه يهدر الموارد من المياه، ويزيد من التكاليف، ويقلل من جودتها ويسمح للأمراض المنقولة بالمياه التي يمكن الوقاية منها بالانتشار بين الفئات الضعيفة من السكان وخاصة الأطفال.

التخفيف من آثار تغير المناخ

يسير تغير المناخ وندرة المياه جنباً إلى جنب لإحداث واحدة من أكبر التحديات المعاصرة للجنس البشري.

هذه القضايا لها علاقة متبادلة حددتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتي يمكن أن يكون لسياسات وتدابير إدارة المياه فيها تأثير على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ومع متابعة خيارات الطاقة المتجددة يجب مراعاة استهلاك المياه لأساليب التخفيف هذه عند إنتاج بدائل تتراوح من محاصيل الطاقة الحيوية إلى محطات الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية.

السيطرة على النمو السكاني

بسبب النمذو المتسارع في عدد سكان العالم، يمكن أن تشهد أجزاء من العالم فجوة بين العرض والطلب تصل إلى 65% في موارد المياه بحلول عام 2030، وحالياً أكثر من مليار شخص لا يحصلون على المياه النظيفة.

ومع استخدام 70% من المياه العذبة في العالم للزراعة يجب النظر إلى الدور الحيوي للمياه في إنتاج الغذاء مع تغير المناخ وظروف الموارد.

كيف ستبدو الأرض إذا جفت المحيطات؟

على الأقل لن يحدث هذا في الوقت القريب، لكنه مرجح للحدوث، إن لم يكن في حياتك فربما في حياة أحفادك.


الأحد، 15 مايو 2022

ما لا تعرفه عن .. "تغير المناخ" أو مايسمى "التغير المناخي"

ما هو تغير المناخ؟

يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.

ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

تشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. تنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني. يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان. ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.

The Earth is feeling the heat.

تركيزات غازات الدفيئة بلغت أعلى مستوياتها منذ مليوني سنة

والانبعاثات مستمرة في الارتفاع. ونتيجة لذلك، أصبحت الكرة الأرضية الآن أكثر دفئًا بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر. وكان العقد الماضي (2011-2020) الأكثر دفئًا على الإطلاق.

يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساسًا ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، ولأن الأرض عبارة عن نظام، حيث كل شيء متصل، فإن التغييرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في جميع المناطق الأخرى.

تشمل عواقب تغير المناخ، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي.

The Earth is asking for help.

الناس يعانون من تغير المناخ بطرق شتّى

يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحتنا وقدرتنا على زراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل. البعض منا أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية الأخرى. لقد ساءت الظروف مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسلل المياه المالحة إلى درجة اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، كما أن فترات الجفاف الطويلة تعرض الناس لخطر المجاعة. في المستقبل، من المتوقع أن يرتفع عدد "اللاجئين بسبب المناخ".

كل زيادة في ظاهرة الاحتباس الحراري مهمة

أقر آلاف العلماء والجهات المستعرضة الحكومية —في سلسلة تقارير أممية— أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش. وإلى ذلك، وبناءً على خطط الوطنية الحالية للمناخ، فإن من المتوقع أن يصل الاحترار العالمي إلى ما يقرب من  3.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

تأتي الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ من كل منطقة من العالم وتؤثر على الجميع، لكن بعض البلدان تنتج أكثر بكثير من غيرها، حيث أن المائة دولة التي تنتج أقل قدر من الانبعاثات تولد 3 في المائة فقط من إجمالي الانبعاثات، بينما البلدان العشرة التي تنتج أكبر قدر من الانبعاثات تولد 68 في المائة من الانبعاثات. يجب على الجميع اتخاذ إجراءات بشأن المناخ، لكن البلدان والأشخاص الذين يتسببون في أكبر قدر من المشكلة يتحملون مسؤولية أكبر لمباشرة العمل بشأن المناخ.

نواجه تحديات كبيرة، ولكننا لدينا العديد من الحلول

يمكن أن تحقق عديد الحلول لتغير المناخ مناقع اقتصادية مع تحسين معايشنا وحماية البيئة. فضلا عن ذلك، أُبرمت كذلك أطر عمل واتفاقيات عالمية لتوجيه عملية التقدم المُحرز من مثل: أهداف التنمية المستدامة وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ فضلا عن اتفاق باريس .

 وهناك فئات ثلاث عامة من الإجراءات اللازم اتخاذها، وهي: خفض الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتمويل التعديلات اللازمة.

سيؤدي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ. لكن علينا أن نبدأ الآن. يلتزم تحالف متنام من البلدان بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ومع ذلك يجب أن يتم خفض الانبعاثات بحوالي النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار بأقل من 1.5 درجة مئوية، ويجب أن ينخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة تقريبًا سنويًا خلال العقد 2020-2030.

Growing coalition

ومن جهة أخرى، فإن التكيف مع العواقب المناخية يحمي الناس والمنازل والشركات وسبل العيش والبنية التحتية والنظم البيئية الطبيعية، بحيث يشمل التأثيرات الحالية والتي يحتمل أن تحدث في المستقبل. يجب أن يتم التكيف في كل مكان، ويجب إعطاء الأولوية الآن للأشخاص الأكثر ضعفًا الذين لديهم أقل الموارد لمواجهة مخاطر المناخ، إذ أن معدل العائد قد يكون مرتفعًا. على سبيل المثال، أنظمة الإنذار المبكر للكوارث تنقذ الأرواح والممتلكات، وقد تمكن من تحقيق فوائد تصل إلى 10 أضعاف التكلفة الأولية.

يمكننا دفع الفاتورة الآن ... أو دفع ثمن باهظ في المستقبل

يتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات، لكن التقاعس عن العمل المناخي يكلف ثمنا باهضاً. تتمثل إحدى الخطوات الحاسمة في وفاء البلدان الصناعية بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا.

Climate finance

الاثنين، 9 مايو 2022

"التنمية المستدامة" .. منتصف الطريق بين COP26 في "جلاسكو .. و COP27 في مدينة "شرم الشيخ"

#سفير_السلام_والتعايش_السلمي_والنوايا_الحسنة_العالمي

الاثنين، 2 مايو 2022

الطريق إلى ... "التنمية المستدامة 2030"

 لنعمل معاً من أجل حياة أفضل استدامة، تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة.


تعريف التنمية المستدامة

أصبح مفهوم "التنمية المستدامة" محركاً سياسياً عالمياً يوجه مستقبل الأمم الاقتصادي والاستراتيجي، فمن خلال أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المسئول، أصبح للإنسان تأثيرات ضارة بالبيئة، وهو ما عرَّض الأرض والأجيال المستقبلية للخطر.

قديماً، كانت السمة المميزة للتنمية والازدهار في الدول هي التنمية العلمية والاقتصادية، غابت فيها المساءلة البيئية للسياسات والتصنيع والاستهلاك اليومي للإنسان لمئات السنين مما أدى إلى تفاقم الأزمات التي تتجلى في تغير المناخ وتآكل التنوع البيولوجي والتلوث وفقدان الموارد الطبيعية.

على صعيد آخر، لم تحقق جهود التنمية الاقتصادية والعلمية تلك تطلعات النظام العالمي والحكومات وعلماء الاجتماع عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشاكل الاجتماعية المزمنة التي تعصف بالعالم الذي نعيش فيه. حيث لا يزال الفقر والأمية والتفاوت في مستويات الدخل سائداً في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا النطاق، ظهر مفهوم "التنمية المستدامة" تدريجياً ليصبح في الوقت الحاضر الهدف والغاية الرئيسيين للأمم المتحدة والمجتمع المدني. حيث أقرت الدول وصانعي السياسات أخيراً بأن الوضع الحالي للتدهور البيئي يهدد بشكل خطير بقاء البشرية.

وعلى الرغم من أن هذا المفهوم قد تم تقديمه لأول مرة في عام 1972 على الساحة العالمية، إلا أنه قدم رسمياً فقط في عام 1982 كمفهوم واضح للمرة الأولى عندما قدمت اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية (WCED)، برئاسة برونتلاند، تقريراً تحت عنوان "مستقبلنا المشترك". عرفت فيه التنمية المستدامة على النحو التالي: "التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة".

وعلى هذا، تستند التنمية المستدامة إلى مفهوم مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة


أهميتها

  • تسريع الجهود للحفاظ على الجنس البشري ورفاهية الأجيال المستقبلية
  • المحافظة على التقدم الإنساني والحضاري الذي تم تحقيقه حتى الآن
  • الحد من التدهور البيئي
  • التقليل من تأثير تغير المناخ
  • المحافظة على التنوع البيولوجي
  • تعزيز إعادة توليد الموارد الطبيعية
  • الحد من جميع أنواع التلوث
  • التصدي للتحديات الاجتماعية مثل الفقر والأمية
  • تسخير الابتكار والإبداع لخدمة الإنسان والطبيعة
  • فوائد الاستدامة

  • تخفيض التكلفة المالية والاقتصادية طويلة الأجل للتدهور البيئي.
  • إجبار خبراء السوق وصانعي السياسات على تضمين الأولويات الاجتماعية عند الترويج للقطاع الخاص والشركات.
  • تغيير دور الشركات إلى أعضاء ملتزمين بيئياً بالمجتمع.
  • التأكيد على استدامة النمو الاقتصادي.
  • تعزيز المساواة بين الجنسين، وحقوق العمال وخلق فرص العمل.
  • تشجيع أنماط صحية للمعيشة والتغذية.
  • دعم ظهور اقتصاد دائري يعتمد على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام.
  • استهداف ممارسات أفضل للسلوك البشري من خلال الاستهلاك الواعي.
  • إيجاد فرص عمل وأسواق جديدة كإعادة التدوير والطاقة النظيفة.
  • تقديم ممارسات مسئولة للاستثمار والأعمال التجارية.
  • استحداث منتجات وخدمات جديدة واعية بالبيئية.

أهداف التنمية المستدامة (SDGs)

تم الإعلان عن أهداف التنمية المستدامة في العالم من خلال قرار 70/1 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "تحويل عالمنا: أجندة التنمية المستدامة لعام 2030" في عام 2015. والتي تمثل خطة عمل للأفراد والكوكب نحو الازدهار، وفقاً لما ورد بالميثاق وبدأ التنفيذ الفعلي لهذه الأهداف في يناير 2016.

وقد صُممت الأهداف بشكل متعمد لتتضمن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على نطاق واسع، مع ترابطها في نفس الوقت والتي تشمل على 17 هدفا و169 غاية، قصد منها أن تصبح حزمة من الالتزامات للدول والمجتمعات وحتى الأفراد، لمعالجة القضايا الحاسمة للجنس البشري. 

ومن المتوقع أن تتحقق الأهداف وغاياتها بحلول عام 2030. لذا فهناك جهود عالمية متضافرة وحيوية وعمل دؤوب من أجل تحقيق هذه الأهداف.

لتيسير تحقيق هذه الأهداف تلقى إجراءات التطويع المحلي وترتيب الأولويات ترحيباً وتشجيعاً من قبل الدول والمؤسسات والمجتمعات. 

لمزيد من المعلومات:
https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/sustainable-development-goals/


التمويل المستدام :-

هو جزء من حركة عالمية لنشر مفهوم "التنمية المستدامة". يتم توجيهها بشكل أساسي نحو -تشكيل دور المؤسسات المالية لتصبح مساهماً أساسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبالنظر إلى ما هو أبعد من حوكمة الشركات والمسؤولية الاجتماعية للشركات، فإن التمويل المستدام هو ليس فقط وسيلة للتخفيف من الآثار الخارجية السلبية للممارسات التجارية. ولكنه بالأحرى يدعو إلى تصميم الاستثمارات واللوائح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر.
وبالتالي يمكن تعريف التمويل المستدام على أنه أي نوع من أنواع الخدمات المالية والإدارة المالية التي تدمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) عند اتخاذ القرارات الاستثمارية.


تشمل الأنشطة في إطار التمويل المستدام، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:

    • شركات التمويل الأخضر
    • الصناديق / المشاريع المستدامة
    • السندات الخضراء
    • الاستثمار الهادف
    • التمويل متناهي الصغر الأخضر
    • قروض للمشاريع المستدامة
    • تقديم تقارير حول المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة والإفصاح عنها
  • أهمية التمويل المستدام
  • تمكين المؤسسات المالية لدعم التنمية المستدامة
  • تشجيع نمو المشروعات الصديقة للبيئة
  • مكافحة تغير المناخ، وتدهور البيئة وعدم كفاية الموارد
  • تعزيز التكنولوجيا النظيفة والابتكار
  • تعزيز ريادة الأعمال المستدامة والخضراء
  • تشجيع استحداث المنتجات الخضراء والإنتاج الصناعي النظيف